Wikipedia

نتائج البحث

السبت، 15 مايو 2010

إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة

جيمس تشامبي و مايكل هامر
1993م

"لقد شهد العقدان الأخيران اهتماماً متزايداً بكتب الأنشطة التجارية والإدارية بشكل يشبه الانفجار,ساهمت في إحداث تغييرات شاملة في الحياة والمشاريع والأفكار. ولننظر إلى الدور الذي لعبه إدواردز ديمنج في نهضة اليابان الكبرى وإعادة بعثها من جديد, ولنتأمل تأثير أعمال مايكل بورتر على سلسة القيمة، والتي طبقتها الشركات الكبرى حول العالم, والتي غيرت شكل الرؤية الاقتصادية للعالم اليوم".


لقد شارك جيمس تشامبي في تأسيس شركة الاستشارات المعروفة CSC INDEX والتي أصبحت واحدة من أكبر الشركات الاستشارية في العالم. أما مايكل هامر فيعتبر هو الأب الشرعي على المستوى العالمي لإعادة الهندسة.
لقد لعبت عوامل البيئة المنافسة الحامية التي تعيشها المؤسسات المعاصرة با لاظافة إلى الانفجار الهائل في تكنلوجيا المعلومات إضافة للعولمة الجديدة, دورا حاسما في دفع الشركات المختلفة إلى إعادة النظر من جديد في كل شيء, وخاصة العمليات الهامشية وغير ذات الكفاءة العالية التي كانت تجري بها. إن هناك مصطلحات عديدة للإدارة وأخيرا جاء مصطلح إعادة الهندسة أو إعادة الهيكلة
RE-ENGINEERING إلى هذه القائمة إذا ما تفحصنا جيداً بواطن الأمور، فستبدو الفكرة الأساسية وراء عملية إعادة الهندسة هي أن المؤسسات تحتاج لتعريف عملياتها الرئيسية وأن ترفع من كفاءتها بقدر الإمكان مع محاولة إيجاز وتركيز هذه العمليات. وكانت هناك حاجة لنبذ العمليات السطحية, وبالتالي الموظفين والعمال من ذوي الأعمال السطحية أيضاً. ويعرف تشامبي وهامر إعادة الهندسة على النحو التالي "إنها أساسيات إعادة التفكير وإعادة التصميم مع إجراء تغييرات جذرية للعمليات التجارية والصناعية كي يمكن تحقيق تقدم حاسم في المقاييس الحرجة للأداء كالتكاليف، والجودة، والخدمات، والسرعة".

ومن وجهة نظر تشامبي وهامر، فإن إعادة الهندسة تعني أكثر من مجرد التعامل مع العمليات فقط. فهما يتحاشيان المقولة الشائعة "إعادة هندسة العمليات التجارية والصناعية business process reengineering معتبرينها عمليات محدودة للغاية. وفي منظورهما، اتسع نطاق إعادة الهندسة كثيراً وتخطى مجرد تحويل وتحسين العمليات والأنشطة التجارية والصناعية، فإعادة الهندسة الحقيقية تتسع وتستوعب كل شيء.
وفي كتاب "إعادة هندسة المؤسسة" يؤيد تشامبي وهامر أن تقوم الشركات بإعادة تخطيط عملياتها بالورقة والقلم. ويعلن هامر في حماس قائلاً: "لقد حان الوقت لكي نوقف المسار الحالي، وبدلاً من اعتناق تلك العمليات الصناعية التي انقضى زمانها، مثل عمليات السيلكون والبرمجيات، علينا أن نلقي بها جانباً ونلغيها من حياتنا ونبدأ من جديد". وكانت مقالته تلك التي نشرها في مجلة أعمال هارفارد Harvard business review وتميزت بخصوصيته المزاجية الفريدة في إطلاق العنان لخياله (هامر،1990م) قد أطلقت موكب مشروع إعادة الهندسة. وعندما تدرك الشركات أنها قد حصلت على الخطة المثلى لإعادة هندستها بالكيفية التي ينبغي أن تكون عليها إدارة أعمالها، يمكنها حينئذ أن تحاول ترجمة النظرية من مجرد أوراق إلى كيان وحقيقة ملموسة.

وفي الواقع، يعتبر نقاد إعادة الهندسة أنها مجرد نسخة معاصرة لكتاب تايلور "مبادئ الإدارة العلمية" بمبادئها في القياسات وأساليبها في طرح الطرق المثلى في استكمال المهام الخاصة. وعلى الرغم من بساطة المفهوم الظاهري، فقد ثبت أن تحويل النظرية إلى مرحلة التطبيق كان من الصعوبة بمكان. وكانت المشكلة الأولى هي أن الخطة النظرية قد أهملت عنصر الزمن، والمتمثل غالباً في عقود كاملة يحدث فيها تطور ثقافي قد يؤدي إلى ظهور تنظيم ذو صبغة خاصة في الإدارة. وبالطبع فليس من السهل التخلي عن مثل تلك الأفكار التي تصورها البعض رجعية، وفي الواقع فإن نبذها قد يؤدي إلى نوع من الانتحار الجماعي للمؤسسة.
ويقول تشامبي وهامر أن إعادة الهندسة تهتم برفض الحكمة التقليدية وتلقي بعيداً كافة فروض الماضي والتقاليد البالية التي لا تعني شيئاً. فإعادة الهندسة هي بداية جديدة.

وقد توصل تشامبي عام 1994م إلى فكرة أنه "حان الأوان لإعادة هندسة المدير نفسه". وفي هذا الصدد يقول :" لقد كان كبار المديرين يعيدون هندسة عمليات المشاريع بعاطفة مشتعلة، ويمزقون معهم الإنشاءات المندمجة للمؤسسة والتي لم تعد تساند التنظيم الجديد الذي يرغبون فيه. ورغم ذلك فإن ممارسة الإدارة قد تفادت كثيراً عملية الهدم تلك. وإذا تركت وظائف المديرين وأساليب إدارتهم دون تعديل فإنهم في النهاية سيقوضون صميم بناء مؤسساتهم التي أعيدت هندستها، ويقترح تشامبي أنه لا بد أن تهتم إدارة إعادة الهندسة بثلاث مناطق رئيسية: الأدوار الإدارية، الأساليب الإدارية، والأنظمة الإدارية.

أما الجانب الإنساني في إعادة الهندسة فقد كان هو الجانب الذي أثبت أنه حجر عثرة في سبيلها. وقد لاحظ توم بيترز 1993م ذلك عندما كتب يقول:" ستفشل معظم جهود إعادة الهندسة أو على الأقل لن تحقق أهدافها المطلوبة بدقة نظراً لغياب الاحترام القائم على الثقة للفرد، وصدق المودة، والفطنة ورغبة أكيدة في المعرفة تنبع نم الفطرة". وفي المقالة التي عرض فيها كريستوفر لورنز الكتاب في صحيفة الفاينانشيال تايم نجده يلاحظ الآتي: " إنهما (تشامبي وهامر) ليسا متسقين في تفكيرهما حول إذا ما كانا يعتقدان بأن التغيير السلوكي والثقافي إنما يكونان نتيجة أوتوماتيكية لإعادة هندسة عمليات المشاريع والمؤسسات، أو إذا كان مثل ذلك التغيير الأول سيحتاج إلى أن ينطلق بالتوازي أو حتى قبل الثاني. ويوحي الجدل الدائر في معظم أجزاء الكتاب بأن الجانب غير المادي ( الإنساني) سيتبع الجانب القاسي والجذري المادي بصورة أوتوماتيكية".

وقد يرد تشامبي وهامر بأن إعادة الهندسة الحقيقية هي في الواقع مبنية على الثقة، والاحترام، والناس. والشركات باقتطاعها للأنشطة الهامشية، إنما توفر بيئة ترفع من قيمة مهارات وقدرات هؤلاء الذين تستخدمهم. وحتى الآن لم تعضد التجارب العديدة للمؤسسات المختلفة ذلك المفهوم. ورغم ذلك يعتقد جيمس تشامبي أن ما هو أفضل قادم في الطريق، ويطرح تنبؤاته قائلاً:"أمامنا على الأقل عشر سنوات أخرى كي تحدث إعادة الهندسة الحقيقة التي نريدها".

ليست هناك تعليقات:

أزياء

أزياء